سوق العقود الآجلة وسوق الفوركس

يختلف سوق العقود الآجلة في الفترة الحالية اختلاف تام عن فترة القرن التاسع عشر، فما نعرفه اليوم عن سوق العقود الآجلة أنه أصبح سوق عالمي يحتوي على تجارات مختلفة لسلع مصنعة وسندات وعملات مالية وكذلك منتجات زراعية. عندما تقوم بالمضاربة في العقود الآجلة فأنت لا تقوم بالمضاربة على السلعة الفعلية بل على قيمة العقد للسلع التي يتم تداولها، وبالتالي فإن كل عقد آجل يتضمن فيه بائع ومشتري.

 

مثال توضيحي لكيفية المضاربة على العقود الآجلة

قام مزارع بالموافقة على بيع 1000 مكيال من محصول القمح إلى أحد الخبازين مقابل مبلغ 5$ للمكيال الواحد، فإذا هبط سعر العقود الآجلة اليومي لمحصول القمح إلى 4$ للمكيال الواحد، ففهي هذه الحالة سوف يزيد حساب المزارع بينما حساب الخباز سوف يكون مدين بنفس الكمية، نفهم من ذلك أنه يتم تسوية حسابات العقود الآجلة بشكل يومي.

وباستخدام نفس المثال السابق ذكره فتكون هذه هي الطريقة التي يتم بها تحقيق عائد تسوية العقود الآجلة، فعندما يكون سعر العقود الآجلة لمحصول القمح لا يزال عند 4$ فبذلك يكون المزارع قد ربح 1000$ من عقده الآجل بينما يكون الخباز خسر نفس الكمية، وبالرغم من ذلك فقد يتمكن الخباز من شراء القمح من السوق المفتوح بقيمة 4$ للمكيال الواحد، أي أقل من سعر العقد الأصلي بـ 1000$، وبالتالي فيكون بذلك قد قام بتسوية القيمة التي خسرها في العقد الأصلي مع سعر القمح الذي أصبح سعره أرخص مما اشتراه.

المضاربون على العقود الآجلة يقومون بتحقيق الأرباح بشكل يومي من خلال التقلبات التي تحدث في سوق العقود الآجلة وذلك من خلال اختيارهم للشراء من البائع بما يسمى شراء بيعي أو من خلال الشراء من المشتري وهو ما يسمى شراء شرائي.

يتميز سوق الفوركس بعدة مميزات والتي تجعله يتفوق على سوق العقود الآجلة بشكل كبير، فسوق الفوركس هو أكبر وأضخم الأسواق المالية على مستوى العلم والذي يتمتع بسيولة هائلة ويستمر العمل فيه على مدار 24 ساعة يوميا لخمسة أيام في الأسبوع.